مثل ما قريتوا وعرفتوا ..انتقلت الى ارامكو الى حياتي الجديده وسكنت في حي اسمه المنيره في الظهران.. في البدايه خايروني بين السكن في عمارات كبيره طويله ولا في غرف قديمه مبنيه على الارض يسمونها لاينات.. اخترت الخيار الثاني لسبب بسيط اني ابغى القريب من القاع .. و كان نظام السكن عندهم زي الجامعه لازم كل اثنين في غرفه وطبعن في ارامكو ما اعرف حد ولازم اسكن مع شخص او اجيب شخص يسكن معي.. وهذي من اكبر المشاكل لان ذا الشخص بيعيش معك سنين وكل يوم بتقابل خشته اكثر من مقابلتك لاي شخص ثاني لذلك لازم تكونون على درجه كبيره جدا من التفاهم والتنسيق .. ولحسن حظي عطاني المسئول في الاسكان ورقه فيها اسامي الناس اللي ممكن اني اسكن معهم وكانوا ساكنين لحالهم..
اخترت واحد منهم ما قد شفته ولا اعرفه بس شفت اسمه من ناس معروفين ونشاما (شرواكم) وخلصت اوراق السكن واخذت المفتاح ورحت للغرفه اشوفها قبل ما اجيب العفش .. طبعن كان من المنطق والقبله اني اروح للرجال قبل ما اسجل اسمي معه واخذ راييه واشوف اذا وده بخوتي ولا لا .. يمكن الرجال يكون مرتبط مع شخص ثاني او ينتظر حد غيري من ربعه ولا اصدقاه بس والله فاتتني وندمة عليها كثير
المهم رحت للرجال وما حصلته وكان الوقت صباح .. وعودة للجامعه الاوله عند للشباب ورجعت للرجال بعد المغرب وحصلت الرجال .. وبكل صراحه كان من احسن والطف واهدى الناس .. وما تخيلون سعادتي فعلن حسيت اني محظوظ وكانت البدايه مشجعه .. والشي الوحيد اللي كنت اتمناه ان ذا الشخص يكون معي في نفس تخصصي اللي ادرس في.
.
لانه كان في برنامج ثاني يسمونه نظام المشغلين وهو عباره عن سنتين وبعدها يتوظف الشخص في حدا اقسام الشركه.. وكانت دراستهم سهله (مش حالك) وكانو الشباب متعودين انهم يفلون الشغله..
طبعن بعد ترحيب حار منه لي .. جبنا العفش واخذت مكاني من الغرفه وبدت تقريبا مرحلة الاستقرار وما بقى الا الدراسه وهمها.. كان الدوام بالنسبه متعب ومضغوط بس ما كانت المواد عسره علي ... بس كان الدوام يبدا سبعه وعليها ولا هو يخلص الا خمس العصر
وفي الليل حل الواجبات ومذاكرة الامتحانات اللي ما كانوا يشبعون منها.. ومن الاشيا اللي كنت حريص عليها اني اتعلم انقليز بقدر الامكان .. وفعلن اشتريت كتب واشرطه وقواميس وبديت ادردش مع بعض الشباب بالانقليزي ومن الاشياء اللي ساعدت على تحسين بعد اللغه هو وجودي في بيئه تقريبا كل اللي فيها يتكلمون انقليزي ..
مشت الايام وكان الوضع فيه بعض الصعوبه والمشاكل والشحنه لهلي اللي ما كان بيني وبينهم اي وسيلة اتصال غير بعض المكالمات البسيطه بيني وبين ربعنى اللي في المدينه وابلغهم سلامي لهلي .. بس الي كان مهون علي كان فيه اجازه قريبه
وكنت مستعد وحاجز لها من قبل شهر .. والاجازه كانت اجازة الكريسمس اللي كانت الشركه تعطي موظفينها عشره ايام بمناسبتها .. رغم الامكانيات المتواضعه جدا والموارد القليله الا اني اشتريت هدايا واغراض كثير للجماعه كلهم تقريبا ماعدا ابي اللي كان يموت في الكاش فضلت اني اخذ له هديه صغيره واعطيه الباقي كاش
طبعن الاجازه جات بعد حوالي سبعة اشهر من غيابي وهي اول اجازه لي .. وجا يوم السفر مع الطياره بس ذي المره خلاص مافيه محاسبه على جرايد ولا شي
بس والله مدري وش اقول لكم قبل ماأوصل لهلي جاني شعور غريب .. كان شكلي متغير.. وكانت ملابسي متغير للاحسن .. ووعيي ومستوى تفكيري حسيت انه ما خذني سنين لقدام فرق رهيب
وبيني وبينكم كنت ذال من ذي التغيرات الي مرت علي يمكن يلاحظونها هلي علي وما عاد يتقبلوني .. المهم بدا موعد الاقلاع ولازالت الرهبه من الطياره نوعاً ما موجوده .. وبعد اكثر من ساعتين بشوي وصلنا للمدينه وطبعن ما فيه حد يستقبلني لان ما فيه حد بداري .. كيف بيدرون يعني؟؟؟
تصدقون انها كانت مشكله ..التكاسي ماتروح البر وانا ماعندي رخصه ولا بطاقة عمل على شان استاجر سياره .. مافيه الا اني اقط وجهي واروح لربعنى اللي في المدينه ..والوقت كان حزة مغرب يوم ربوع .. عزلله ركبت تكسي ورحت لهم .. وحمد لله كانوا يرحبون بي كانهم يرحبون بواحد من عيالهم واكثر.. وعشوني ذاك الليل عشاء قدلي فتره مشفي له ولا ذقته..وصمموا الا اني ارقد عندهم وفي الصبح يوصلني واحد من الشباب لهلي ..
كان العرض ما هو بشين .. وجلسنا ذاك الليله نسولف ويسألوني عن عيالهم وعن الشرقيه اللي اكثرهم كان يشتغل فيها وله منها عشرين وثلاثين سنه.. وانا كنت قاعد لهم وما فوت ولا سؤال لدرجة ان حن ما زد رقدنا الا الساعه اثنعش.. جا الصبح افطرنا وبعدها اخذني واحد من الشباب لهلي ..وكنت قبل ما اوصلهم حاس بشعور مدري هو شعور خوف ولا شوق ولا غربه .. ما دريت وش هو له
عزالله وصلنا الجماعه واول من شفت وكنت فعلاً حريص انه يكون اول من باشوف هي (امي
) رغم انها كانت مشغوله وتعجن العجين الا انها طارت فيني واختبصت المشغات بالدموع وبالعجين!!!(ليل ليل حامي غباره هههه) المهم كان شعورها مااقدر اوصفه ومستحيل انا او غيري يوصفه .. سلمت بعدها على اللي حصلت من اخواني وعلى كل خواتي اللي كانوا قاعدين قعدة الصبح مع بعض ويتشرقون في الشمس سوى ..وشعورهم كان عارم ومايوصف..(تقول كن النصر مسجل هدف
)
طبعن الشيخ (الي هو ابي) كان مشغول بحبايبه وعياله الثانيين اللي هم حلاله وما شفته الا بعد ما وصلت بحوالي ثلاث ساعات.. اول ما جا من بعيد قامت امي تصيح له وتقوله ولدك وصل..ابشرك فلان وصل.. طبعن ابي يعجبكم كان دايم الجنبيه ماتفارق حقوه .. واول ما سمع الوالده تقول اني جيت مسك اول خروف قابله وذبحه(غريبه ...صح؟؟؟) ودعا واحد من اخواني على شان يدحسه .. وهو جا وسلم علي سلام حار جدا...لدرجة اني اول مره احس ان ابي يحبني واجد واكثر من الحلال..
الوالده وخواتي قاموا يحطون عندي من ذي الزيدان واللبن وكاني جاي من مجاعه..!!
لا وعاد امي كانت جالسه جنبي وكل شوي تمسك ساعدي وتقول لا لا انت ضعفهنة واجد لازم تاكل.. ابي وصى واحد من اخواني يعزم باقي ربعنى اللي بعضهم ما صدق وجا على طول ما ادري فرحه فيني ولا في الغدا وبعضهم جا حزة الغدا.. بعد الغدا والسواليف مع الجماعه بدت عادات البدو وبدا كل واحد يعزم وينذح بغترته وطبعن انا خلية مسألة الاعتذار للوالد واخواني نيابه عني ....بس الجماعه صمموا الا انهم يسوون عزومه وحده كبيره لمحاكيكم وهذا ما فيه عذر ولا نقاش..
وافق الوالد بس تكون بعد يومين ....المهم ذيك الليله جلسنا في البيت مع الوالده وباقي العايله وجا دور الهدايا اللي فعلاً كان اثرها كبير عليهم لدرجة بعضهم بكا من تاثير الموقف.. الوالد طبعا عطيته هديته وكان مبسوط منها رغم اني ما بعد عطيته الكاش..
رقدنا ومن بكره بدت الحياه من جديد وكنت حريص اني اقوم بدري .. صدقوني ما تتخيلون سحر وجمال وروعة البر وقت الصبح وقبل ماتقرح الشمس..
وحاولت اني ارجع للانسان الاول اللي كان قبل سبعه اشهر ولبست ملابسي القديمه ورحت مع ابي صوب الحلال.. وحن في الطريق عطيته الفلوس اللي انا مجمعها له من المكافئه .. قام يعتذر ويحلف ويقول لي ياولدي ما نبغى الا سلامتك وراحتك ولا هوب ناقص علينا شي الا شوفتك .. خذ دراهمك وخلها تنفعك في عيشتك .. في النهايه صممت وهو معاند ويوم شافني صامل قال خلاص باخذ شوي منها خلها تبري ذمتك من ذي الحلايف.. وبديت اكتشف واعرف ان الاب هو الاب وما عنده احب ولا اغلى من عياله مهما كان
بعد يومين جا موعد عزومة الجماعه وكانت عشا وكان جماعتنا اللي في البر معزومين وكان الكل محتفين فيني لدرجة اني حسيت ان اللي قاعدين يسوونه كثيرفي حقي ونهم يحملني مسئوليه اكبر اني انجح وابيض وجيههم. الكل كان يحاول يقرب مني ويسولف معي وكانوا يتوقعون شخص مختلف بس انا كنت احاول اني اكون اكثر من عادي وبسيط معهم
المشكله ان الوالده والجماعه كانوا يحسبون ان الاجازه طويله ويوم علمتهم انها عشرة ايام بس انصدموا لدرجة ان الوالده من غير اراده قالت والله ما تروح وفكنا من ذي الدراسه والكذوب قدرت موقفها وقلت ابشري نفداش بس لازم اروح
وقمت اهدي فيها واطمنها باجازات جايه
مرت الحياه بشكل عادي وروتيني اليومي .. الين جا وقت السفر من جديد.. وكان الموقف اصعب واحد بكثير من اول مره يوم رحت من عندهم ما ادري ليه
بصراحه ما اكذب عليكم تماسكت كثير بس انهرت وخذلتني دموعي
رحت من عندهم وسافرت وانا اشوف الدنيا كلها سودااا .. لكن النسيان نعمه وانا مارايح بعيد وما دام العرب بخير هذا اهم شي عندي و نفست على خاطري بذا الكلام وارتحت شوي