تفشت في السنوات الأخيرة ظاهرة ضرب النساء للرجال عبر مختلف الدول العربية وهو المشهد الذي لا يعكس واقع المجتمع العربي الذي يمنح القوامة للرجل مثلما منحها له الإسلام، فقد تعودنا أن نسمع عن آلاف النساء اللواتي يشتكين من قهر أزواجهن، غير أن الآية انقلبت تماما في أيامنا.
زحفت ظاهرة ضرب النساء لأزواجهن نحو السعودية، بعد أن جابت مختلف الدول العربية، حيث تقدم رجال سعوديون بشكوى لدى مديرية الشؤون الاجتماعية بمكة المكرمة، ضد زوجاتهم اللواتي تعرضن لهم بالضرب.
وكشف من جهته مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة -الأحد- عن تلقي الإدارة العامة للحماية الاجتماعية لمائتي شكوى منذ بداية شهر محرم إلى رمضان للعام الجاري 1432، معظمها خاص بالعنف الأسري، مشيرا-حسب الوطن- إلى أن منها أربع شكاوى من رجال تعرضوا للضرب من زوجاتهم.
وقد سجلت العديد من الجهات المختصة في السعودية مؤخراً إقدام عديد من النساء على ضرب أزواجهن أو الاعتداء عليهم بأساليب عنيفة تسببت لهم بإصابات خطيرة ، منها ما قادهم إلى المستشفيات ، وهو ما اعتبره أخصائيون نفسيون ردة فعل عنيفة تصدر عن المرأة وتخالف طبيعتها الأنثوية المسالمة، لكنهم رغم ذلك برروها بأنها عبارة عن مجموعة من التراكمات والإسقاطات التي تشبعت في نفس المرأة بسبب عدم مبالاة الزوج أو الأب أو الأخ ليقررن الانتقام وحماية أنفسهن بأي ثمن وبأي وسيلة .
إلى ذلك ، كشفت دراسة حديثة من العيار الثقيل ، بعنوان عنف الزوجة ضد الزوج أجراها أستاذ أكاديمي بجامعة الكويت وهو الاستشاري النفسي الدكتور سعيد سالمين ، مفادها أن 10% من الكويتيات يضربن أزواجهن.
وليست دول الخليج وحدها هي التي تعرف ظاهرة ضرب النساء للرجال ، حيث كشفت دراسة أخرى ولكنها مصرية هذه المرة ، ان 40% من الزوجات يضربن أزواجهن وأن العنف يزداد بنسبة 78% بين الأميات مقارنة بالمتعلمات.
وتضمنت الدراسة التي أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية المصرية بشكل عشوائي على عينة من 150 من النساء ، إن نصف النساء يمارسن العنف ضد أزواجهن وبالأخص اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 30 و 40 عاما ويعشن في المدن.
وبينت الدراسة ان 26% من الجنس اللطيف يستخدمن في ترويض أزواجهن أدوات مطبخية من الصحون والطناجر وتختار 8،4% الملاكمة باستخدام الأيدي والأرجل وتفضل 4% من النساء الاشتباك المباشر مع أزواجهن باستخدام الأسلوبين معا.
غير ان الدراسة أكدت، أن الأسباب التي تدفع بالمرأة إلى العنف ضد زوجها في مصر هي سوء المعاملة والخلاف على تربية الأبناء والتهديد بالطرد من المنزل والبخل وانخفاض التوافق الجنسي.
والواقع أن الجزائر باتت تعرف هذه الظاهرة، مثلما تشهدها المغرب-مرفق بالفيديو- وتونس أيضا وما خفي كان أعظم في باقي الدول العربية.
